وقال وهيب :
سمعت مالك بن أنس يسأل عن تفسير قوله (وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ) من هم؟ قال : العالم العامل بما علم تبع له.
وقال نافع بن
يزيد : كما أن يقال (الرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ) المؤمنون بالله ، المتذللون في طلب مرضاته ، لا
يتعاظمون على من فوقهم ، ولا [يحقّرون] من دونهم [٢].
وقال بعضهم : (الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) : من وجد في عمله أربعة أشياء :
التقوى بينه
وبين الله تعالى ، والتواضع بينه وبين الخلق ، والزهد بينه وبين الدنيا ،
والمجاهدة بينه وبين نفسه [٣].
وقال ابن عباس
ومجاهد والسدي بقولهم : (آمَنَّا بِهِ) سمّاهم الله تعالى : الراسخين في العلم ؛ فرسوخهم في العلم
قولهم : (آمَنَّا بِهِ) أي بالمتشابه (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ
رَبِّنا) المحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ ، ما علمناه وما
لم نعلمه.
قال المبرد :
زعم بعض الناس أن (عِنْدِ) هاهنا صلة ومعناه كل من ربّنا. (وَما يَذَّكَّرُ) : يتعظ بما في القرآن.
(إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) : ذووا العقول ولبّ كل شيء خالصه [فلذلك قيل للعقل لب].